الأربعاء، 9 نوفمبر 2016

الرئاسيات الأمريكية: أمريكا و العالم تحت الصدمة

دونالد ترامب، الرئيس الخامس و الأربعون للولايات المتحدة الأمريكية.

الكل في أمريكا أو عبر العالم كانوا يعتبرون أن الطريق كان ممهدا لهيلاري كلينتون صوب البيت الأبيض، قبل أن تقلب نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ظهرت فجر هذا الأربعاء 09  نوفمبر 2016  كل التوقعات معلنة إكتساح " دونالد ترامب " لأرقامها و بفارق مريح عن منافسته الديمقراطية.

المتابعون و المحللون أجمعوا على أن هذا السيناريو الغير منتظر مشابه إلى حد بعيد لذاك الذي جمع ألغور وبوش عام 2000 عندما كانت تشير كل استطلاعات الرأي لتقدم المرشح الديمقراطي ألغور، لكن و بمجرد الكشف عن النتائج الرسمية أصبح جورج دابليو بوش عن الحزب الجمهوري رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، و لعبت حينها و لاية فلوريدا دور رمانة الميزان التي رجحت كفة بوش على حساب غريمه الديمقراطي، و ما أشبه اليوم بالبارحة بعدما أبانت أغلب معاهد الدراسات الاستراتيجية و مراكز سبر الأراء و حتى المناظرات التلفزيونية الثلاث التي جمعت " كلينتون " بـ " ترامب " عن تقدم المرشحة الديمقراطية و أن فوزها بات في حكم المؤكد لتأتي النتائج الرسمية لتدحض كل توقعاتها و منصبة " دونالد  ترامب " على رأس أقوى دولة في العالم ، و يجب أن نشير إلى أن الولاية التي لعبت دور الترجيح هذه المرة هي و لاية بنسلفانيا وسط نظام انتخابي معقد، ليدخل الأمريكيون و نظراءهم عبر مختلف دول العالم في هالة من الذهول و الدهشة مشابهة لتلك التي تلت الكشف عن نتائج استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأروبي من عدمه.

حالة الدهشة و الترقب و حتى الصدمة التي أعقبت إزاحة الستار عن أرقام هذا السباق المحموم الذي احتفظ بكل إثارته إلى غاية نهايته مردها تلك التوقعات التي قدمتها مراكز سبر الأراء و التي أفادت أن فوز " هيلاري كلينتون " بالرئاسة مسألة وقت فقط و هو ما هللت له وسائل الإعلام التقليدي و على نطاق واسع، ليعود " ترامب " في الأمتار الأخيرة و بقوة ليكسب الرهان، في نتيجة ضربت مصداقية الإعلام الكلاسيكي في ظل بروز ما يسمى الإعلام البديل المتمثل في السوسيال ميديا و دورها في التأثير على توجهات الراي العام.

" ترامب " رجل الأعمال الناجح من جهة، المهرج و المتعصب كما ظهر و وصف خلال حملته الانتخابية سواء التمهيدية أو الرئاسية لما أطلق تصريحات مثيرة للجدل و في أكثر من مناسبة كانت  و لأشهر قليلة ماضية مادة دسمة لوسائل الإعلام المحلية و الدولية، فمن مهاجمته للمسلمين و باقي الأقليات، إلى مغازلة روسيا، فإدارة ظهره لدول الجوار، سطر فصلا استثنائيا في تاريخ الانتخابات الأمريكية، ليعيد و بالرغم من كل ذلك البيت الأبيض إلى عهدة الجمهوريين و حافظا لهم سيطرتهم على الكونغرس بمجلسيه.


ردود الفعل الدولية تباينت بين المرحبة ، المتحفظة و حتى القلقة، فبينما سارع الرئيس الروسي " فلادمير بوتين " إلى تهنئة نظيره الأمريكي ، أهل الرئيس الفرنسي الفترة التي ستعقب انتخاب ترامب بالغامضة ، فيما دعا مجلس الاتحاد الأوروبي إلى اجتماع عاجل لوزراء خارجيته، في حين طالب وزير الخارجية الإيراني إلى احترام الاتفاقيات الدولية في إشارة منه إلى الاتفاق النووي، أما السلطة الفلسطينية فكررت موقفها عشية انتخاب كل رئيس امريكي بقولها سنتعامل مع أي رئيس ينتخبه الأمريكييون  لحل القضية الفلسطينية  وفق مبدأ الدولتين لإحلال السلام بكامل الشرق الأوسط.

و بين المتفائلين و المتخوفين من صعود ترامب تبقى أفعاله و تحركاته هي التي ستحكم عليه في القادم من الأيام، تحركات ستضبطها دون أدنى شك الواقعية و البراغماتية و السياسة العامة لمؤسسات الولايات المتحدة الأمريكية بعيدا عن طيش و تهور الحملة الانتخابية و هو ما سنلحظه مستقبلا. 

الجزائر في: 09 نوفمبر 2016 
وليد زعنابي "هشام"
الولايات التي فاز بها كلا المترشحين